ولد الفنان أنور وجدي في القاهرة عام 1904، اسمه الحقيقي "محمد أنور وجدي"، وقد نشأ وتربى وسط أسرة بسيطة الحال كانت تعمل في الأقمشة، ودرس بمدرسة الفريد الفرنسية، إلا أن ظروفه الصعبة لم تسمح له باستكمال تعليمه، فترك المدرسة، واضطر إلى العمل بالمهن المختلفة لمساعدة والده في الإنفاق على الأسرة.
التحق الفنان أنور وجدي في صغره بالكثير من الفرق الفنية البسيطة، وعلى الرغم من أن سوء أحوال المعيشة التي واجهته، إلا أنه كان طموحًا، حيث كان يحلم دائمًا بالسفر إلى هوليود، وقد حاول مع اثنين من أصدقائه إلا أنه فشل، حيث تم القبض عليهم أثناء اتجاههم إلى أمريكا عن طريق البحر، الأمر الذي دفع والده إلى طرده من المنزل، خاصة بعدما عرف برغبة ابنه في التمثيل.
أما عن حياة الفنان أنور وجدي الفنية، فقد بدأت مع انضمامه لفرقة "رمسيس"، والتي تمكن من خلالها أن يصل إلى الفنان يوسف وهبي، والذي ساعده في تقديم أولى أدواره في مسرحية "يوليوس قيصر"، ثم قدم دورًا صغيرًا في مسرحية "الدفاع"، حتى انتقل بعد ذلك إلى فرقة "عبدالرحمن رشدي"، ثم انتقل مرة آخرى لـ "الفرقة القومية". بعد ذلك، بدأ الفنان أنور وجدي يقدم بعض الأفلام السينمائية، والتي كان أولها فيلم "أولاد الذوات"، وبعدها قدم مجموعة كبيرة من أفلامه المشهورة والتي حققن نجاحًا كبيرًا وقتها، ومنها فيلم: غزل البنات، فاطمة، 4 بنات وضابط، ياسمين، كدب في كدب، تحيا الستات، دهب، قلبي دليلي، رجاء، قنبلة في لبنان، الطريق المستقيم، قلوب الناس، عروسة للإيجار، وبنت الأكابر.
ولم يقتصر مشوار "وجدي" الفني على التمثيل فقط، ولكنه كان منتجًا سينمائيًا، ففي عام 1945 أنتج "أنور" أولى أفلامه وهو "ليلى بنت الفقراء"، كما قام بعده بإنتاج عددًا من الأفلام الآخرى ومنها: قلبي دليلي، عنبر، غزل البنات، حبيب الروح، ليلى بنت الأكابر، ليلة العيد، ليلة الحنة، البطل، قطر الندى، مسمار جحا، والمليونير، فكل هذه الأفلام كانت من إنتاجه وتمثيله أيضًا. وقد تميز الفنان أنور وجدي في أفلامه بالاعتماد على الغناء والرقص بشكل كبير، كذلك اشتهرت الأفلام التي كانت من إنتاجه باللواحات الاستعراضية والديكورات الضخمة، فضلًا عن عدم اهتمامه بالمال في سبيل أن يُقد فيلمًا ينال إعجاب جمهوره.
أما عن حياة الفنان أنور وجدي الشخصية، فقد تزوج 3 مرات؛ كانت أولهم من الفنانة إلهام حسين، ثم تزوج من الفنانة ليلى مراد، ثم من الفنانة ليلى فوزي. وفي عام 1955، توفى الفنان المصري أنور وجدي عن عمر يُناهز الـ 55 عامًا، بعد إصابته بمرض الكلية متعددة الكيسات، وكانت وفاته بمثابة صدمة كبيرة لكل جمهوره ومحبيه، ولكنه ترك لهم أعمالًا فنية تبقى علامة بارزة في تاريخ السينما والدراما المصرية.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.