الطفل في شهوره الأولى يكون رقيقًاً للغاية ويبدو أنه كثير النوم والبكاء، عليك تفهم ظروف صمته الرهيب الذي لا يستطع بسببه أن يُبرر سبب بكاءه أو يطلب شيئًا يريده، ويتخذ الطفل في أيامه الأولى شكلًا غير مُحدد وتكون ملامح الأطفال كلها متقاربة ذلك الوقت.
يبدأ تطور الطفل في الإنتباه.. ثم التركيز فيما يقوله من حوله وحينما ينادي له أحد، ويبدأ مع الوقت التعود على إسمه بكثرة نطقه أمامه، ويبدأ بالإنتباه إلى الصور والألوان الذاهية الجذابة، ويتلفت لها من حوله ويحاول أن يمسكها بيده، بل ويقوم بتناول أي شيء على فمه، وكأن كل شيء مُتاح للأكل ويمكنه أن يتذوقه.
وبداية من الشهر الرابع يتخذ تطور الطفل شكلًا جديد في الإنتباه للأشياء ومحاولة الإمساك بكل شىء، والإهتمام بأنواع معينة من الألوان والأصوات والميل إلى أنواع معينة من الأطعمة عكس الأخرى. ويمكن أن تلاحظي مراحل تطور الطفل ونموه عن طريق الأشياء المبتكرة الجديدة كالأغنيات التي يصفق حينما يسمعها أو التي تغنيها لها، ولكن عليكي أن تنتبهي لكل شيء يمل له طفلك، وتنتبهي إذا كان يتبع أي سلوك خاطىء، ولا تفعلي أمامه ما لا تريدنه أن يقوم به في المستقبل، فهذه هي مقومات التربية الصحيحة.
وتتغير مراحل تطور الطفل حينما يبلغ من عمره عام، يبدأ في الحركة واللعب وتشعرين أنه يفقد وزنه إلى حد ما، مما يثير القلق في نفوس بعض الأمهات، لا تقلقي فهذا ليس خلل أو ضعف في جسد طفلك، بل هو فقط اّثار الحركة الكثيرة واللعب الذي يقوم بيه طفلك، فهو كالعصفور الذي خرج من محبسه، بمجرد أن يستطع المشي يبدأ في التنقل والإستكشاف لكل شيء في المكان من حوله.
عليك إدراك أن طفلك هو ثمرة تصرفات الأسرة التي يعيش فيها، لا تقومي بمشاهدة الممنوعات في التلفزيون كي لا يتعود على مثل هذا المشاهد الساخنة أو يشعر وكأنها شيء عادي في مجتمعنا، بل أجعليه أنتِ ووالده يراكم تصلون دومًا، كي تكون مراحل تطور الطفل سليمة وتحت بنية أساسية صحيحة.
كما أن إتباع تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة هي الأساس الذي يجب أن تستند عليه أي أسرة في تربية أبنائها، كي تصبح مراحل تطور الطفل سليمة إسلامية بعيدة عن كل المُحرمات التي تنتشر وتسبب فساد خلقي له، لكن يجب أن يعلم الطفل دومًا بوجود ربه حوله يراه في كل تصرفاته.
إياكم والكذب أمام الطفل حتى وإن كان الغرض من ذلك بسيط لمصلحته، لا تكذبي عليه في تخبئة قطعة الشيكولاتة، بل أخبريه الحقيقة وأنه لا يمكنه أكلها لأنه مريض، فأبسط الأشياء التي لا تتخليونها تتراكم في ذاكرة الطفل وتبسط له فكرة الكذب تدريجيًا، حتى يحترفه بعد ذلك ويصبح عادة يمارسها في كل شيء.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.