تعتبر فكرة تأديب الأطفال أهم العوامل التي تقوم عليها أسس تربية الأطفال الصحيحة، لذلك فإنها تعتمد في مكنونها على ثلاث قواعد هامة وهي..
- التنظيم.. إن الطفل يحب دومًا أن يكون هناك ضوابط محددة يتحرك من خلالها، وإن انعدمت هذه الضوابط فإن الفوضى تعم التفكير لديه وتتسبب في صعوبة حل مشكلاته، كما أن فكرة التنظيم لدى الطفل تؤدي في النهاية إلى خلق طفل مُنظم يعي تمامًا ما يفعل وماذا يفعل وكيف ومتى وأين؟ وتنهي من حياته فكرة الفوضى، ويعلمه التنظيم أيضًا أن يكون منضبط في دراسته ومواعيده وإسلوب حياته، ويستطع تشكيل قدراته بما يتناسب مع ما يريد.
- التقليد.. إن الطفل يقلد والديه وأهله بشده، لذلك يجب وأن يكون أبويه قدوة حسنة له وأن يتم التركيز على كيفية التصرف أمام الطفل، فهو في سنه الصغير يمكنه فعل ما يفعله أبويه دون أن ينتبه لخطورة الموقف ، وربما يشكل سلوك معين خطأ فادحا في تربية الأطفال، كما أن الطفل الذي يعتمد على فكرة التقليد هو بالطبع يتخد الأشياء التي تتعدى سنه بمراحل ويريد دومًا أن يسبق كل شيء، ويفعل كل ما هو قبل أوانه بمراحل وخطوات عدة، لذلك يجب على الأبوين الاهتمام بالتصرفات أمام أطفالهم.
- الإيحاء.. يمكن استخدام الايحاءات النفسية للتعامل مع الطفل بطريقة سليمة، ولأن الطفل في الاساس يشعر بما يود فعله والديه، وربما تكون هناك لغة حية بينه وبين أبويه، لذلك يجب وأن يُحىس دومًا للطفل أن من أمامه يفهمه كي يقلع عن العادات الخاطئة، ويدرك أن لا مفر من قول الحقيقة.
إلى جانب ذلك فإن هناك قواعد عديدة يجب أن يتبعها أيضًا الأبوين في تربية الأطفال، يلتزم بها الأهل في التعامل مع أبنائهم..
- التعامل مع الكذب.. يجب وأن يمتنع الأبوين عن فكرة الكذب على أبناءهم حتى ولو لمصلحتهم تمامًا، لأن ذلك يربي داخل الطفل حب الكذب وفكرة الخلاص من المشكلات عن طريقه، كما يجب وأن يتم التعامل مع الطفل الذي يكذب بهدوء كي لا يزيد عناده، مع توضيح مخاطر الكذب عليه ومشكلاته.
- تنمية مهارات الطفل.. تكتشف كل أسرة مهارات طفلها مبكرًا، ولذلك فيجب على الأبوين أن يهتمان بكيفية التعامل مع تلك المواهب وتنميتها بطريقة صحيحة، ولمس الأشياء التي يجبها الطفل وكيفية التعامل معاها.
- الحرية.. يجب وأن يتم إعطاء بعض من الحرية للطفل، فمن أفضل وسائل تربية الأطفال ألا يشعرون بكبت، مما يدفعهم للتصرف من وراء أهلهم وفعل ما يشتهون وقتما يريدون، دون اعتبار للأبوين وما قد يفعلونه معهم، لأنهم ببساطة يدركون أنهم لن يعلموا بما يحدث. ويصبح هنا الكذاب أفضل حاله من أي شيء اّخر.
- تجنب العنف.. يجب وأن يتجنب الأهل العنف في تربية الأطفال، لأن الطفل الذي بتربى على العنف يكون فاقد معنى الرحمة أحيانًا، وينمي مشكلات المجتمع بتصرفاته، ويبدأ من هنا خلق جيل جديد من العنيفين، الذين لا يجيدون فن التصرف والتعامل مع المجتمع.
- الامتناع عن تخويف الأطفال.. يجب وأن تخلو تربية الأطفال من فكرة التخويف، حتى لا نربي جيلا من الجبناء، الذين لا يعون كيفية التعامل مع المجتمع ويخافون من الجميع، تكون لديهم فكرة الخوف هي الأقوى والمسيطرة على كل شيء في حياتهم، ويخاف الفرد من كل شيء حوله، تتملكه الهواجس، ويتكون لديه حاجز قوي بينه وبين المجتمع، وكيفية التعامل معه.
- التربية المُتدينة.. يجب وأن يُربى الطفل وفقًا لتعاليم دينه، وان يعرف ويعي ما هو المطلوب منه، كيف يكون متسامح مع من حوله، كيف يعامل أهله وأبويه والمجتمع، وكيف يكون الحب هو الصفة السائدة في المجتمع، وما أوصى به الدين للتعامل مع الناس، وحدود الحرية، وكيفية الحديث، هكذا تكون تربية الأطفال السليمة، وكيف تتعامل الأسرة معه.
- العند.. إن فكرة العند هي التي تبني شخصية معظم الأطفال، يجب أن يُربى الطفل على أن يتخلى عن تلك الصفات وأن يكون باله طويل وهادىء، ولا يجب التعامل مع عند الأطفال بالعنف والمشكلات، بل يجب أن يتعامل معهم الأبوان بحرص كي لا يزيد الطفل من عناده.
- الرضاء.. يجب وأن يتصرف الأهل أمام أطفالهم برضاء عن الأحوال التي هي من صنع القدر، كي لا يتمرد الطفل على كل شيء حوله، هكذا تكون تربية الأطفال السليمة.
- السيطرة على النفس.. يجب وأن يتعلم الطفل كيفية السيطرة على نفسه وأن يكظم غيظه، بالممارسة ومن خلال توجيه أبويه، يجب وأن يكون التعامل تجاه الطفل هادئًا كي يتعلم الطفل السيطرة على نفسه وألا يكون عنيفًا، فكلما كان التعامل بحكمة كان الوضع أهدأ ومكن الطفل من التعامل بهدوء والسيطرة على غضبه تجاه من حوله بصورة أكبر، لذلك يجب وأن يسطير الأهل على أنفسهم في تربية الأطفال كي يقومون بداخلهم ذلك.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.