"لجنة الوفاق والمشتركة تعول على ان استغلال الدعاية والاعلام لاستثارة عطف ومشاعر الجمهور سوف يحرف الرأي العام عن الوعي الحقيقي بأن هذه الاحزاب في القائمة المشتركة مجرد شخصيات انتهازية"

 بطبيعة الحال تحاول لجنة الوفاق التي قامت بعض الاحزاب السياسية القلقة من رفع نسبة الحسم لدخول شخصياتها الى الكنيست، تحاول هذه اللجنة ان تبيع للشعب العربي في الداخل نجاحاً وهمياً نظرياً عبارة عن عقد اتفاقية شراكة عربية يهودية بطيف مترامي الاطراف من المبادىء والقيم المتناقضة كلياً.

الوهم الأول هو ان لجنة الوفاق اعتقدت ان الشعب يرى فيها ممثلاً شرعياً لتطلعاته ورغباته السياسية والاجتماعية في البلاد، في حين ان الشعب كان يقف متفرجاً على مسرحية هزيلة بدأت من اسلوب تشكيل اعضاء لجنة والفاق وانتهت بانتخابات شكلية قررت من خلالها احزاب هزيلة الشعبية وضئيلة الاعضاء اختيار اعضائها الذين تريد لهم دخول الكنيست ومن ثم الوصول الى الهدف الأهم والمركزي الذي يحرك هذه الاحزاب وهذه الشخصيات وهو التمويل الضخم، الذي يتيح لهم سلب الشعب ارادته وقوته الحقيقية في سبيل تحقيقهم هم مصالحهم الشخصية.

الوهم الثاني هو تجميع اركان حزبية متناقضة كلياً في مسارها التاريخي لتتوحد فجأة كالسراب اللامع على الطرقات، وكأن الشعب قطع من العاب التركيب التي يلهو بها اطفال الحضانات، يمكن ازالتها من مكان وتركيبها في مكان اخر. فالنظرية الوهمية لا تلتق مع الواقع الاجتماعي العربي الذي يحذو حذو كل المجتمعات الصحية في العالم وتتباين فيه الافكار والرؤى والمبادىء والمشاريع الوطنية.

الوهم الثالث هو ان لجنة الوفاق تريد ان تخدع الشعب وكأن المشتركة هي قائمة توحد الاحزاب، والحقيقة هي ان المشتركة ابرزت بشكل جلي الاختلافات الايديولوجية التي يتبناها الشعب. ففي حين ان الشخصيات التي كان يثق فيها الشعب ضمن احزابها كالتجمع والحركة الاسلامية والجبهة، من منطلق تماشيها مع فكره وارائه تفاجأت هذه الشرائح من المجتمع ان الاحزاب التي كانت تمثله هي مجرد وهم يحركها اشخاص لهم مصالح ضيقة يتنازلون عن كافة المبادىء لتحقيق مآربهم دون الرجوع للشعب وحتى دون اخذ رأيهم بعين الاعتبار.

الوهم الرابع هو ان لجنة الوفاق والمشتركة تعول على ان استغلال الدعاية والاعلام لاستثارة عطف ومشاعر الجمهور سوف يحرف الرأي العام عن الوعي الحقيقي بأن هذه الاحزاب في القائمة المشتركة مجرد شخصيات انتهازية تحاول ان تحقق مصالحها من مال وجاه على حساب قضايا المواطنين العرب.

تنويه: المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط، ولا يعبر عن رأي وموقف الناشر. موقع الشمس هو منصة حرّة لكل من يود التعبير عن رأيه، اذا اردت نشر مقال يرجى ارسال المواد الى ashamsweb@gmail.com مرفق بصورة واضحة للكاتب.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.