فن وترفيه

المطرب الراحل وديع الصافي.. رحلة من الابداع والفن الأصيل

عرف المطرب وديع الصافي بشجن صوته الذي أطرب مسامع عشاقه من معجبيه على مستوى الوطن العربي.

ساهم المطرب وديع الصافي بشكل كبير في نشر الاغنية اللبنانية في الوطن العربي، حيث يعتبر من رواد وعمالقة المطربين العرب وهو الأمر الذي أهله الى أن يحتل مكانة كبيرة داخل الوسط الفني الغنائي ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي بأكمله. ولد المطرب وديع الصافي أو وديع بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس فى الخامس من نوفمبر عام 1921 في قرية نيحا الشوف في لبنان لعائلة مكونة من ثمانية أفراد، عشق الغناء منذ نعومة أظافره حتى عمل مدرسًا للغناء والتلحين في العالم العربي.

تعلم المطرب وديع الصافي في مدرسة دير المخلص الكاثوليكية وكان المنشد الماروني الوحيد فيها ثم توقف عن الدراسة ولجأ الى الموسيقى والغناء، ليشهد عام 1938 فوزه بالمرتبة الأولى في اللحن والغناء والعزف في المسابقة التي أقامتها الاذاعة اللبنانية بتقديمه اغنية "يا مرسال النغم الحنون". تزوج بعدها المطرب وديع الصافي من إحدى أقاربه وهي تدعى ملفينا طانيوس فرنسيس، وانجب منها بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلا، ثم تم اختيار اسم وديع الصافي له كاسم عرف به في الوسط الفني من خلال لجنة تشكلت من ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ومحيي الدين سلام، الذين اتفقوا على هذا الاسم.

في عام 1944 التقى المطرب وديع الصافي بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، حيث تبادلا في هذا المجال، ليقوم بعدها بالسفر الى البرازيل عام 1947، حيث مكث هناك حوالي ثلاث سنوات بعيدًا عن لبنان. وكانت أغنية "عاللوما" أبرز الأغنيات التي ساهمت في شهرة المطرب وديع الصافي، حيث علقت في أذهان اللبنانيين، وكانت أغنية "على رمش عيونها" و "عتابا" من أهم محطاته الفنية والتي أظهرت قوة صوته في المواويل. ومع بداية الحرب اللبنانية اضطر المطرب وديع الصافي الى مغادة لبنان والمجئ الى مصر عام 1976 ثم غادر الى بريطانيا لتكون باريس اخر محطاته التي استقر فيها عام 1978 بعد مشوار طويل من الغناء والفن الأصيل حصل خلالها على الجنسية المصرية والفرنسية والبرازيلية.

وشارك المطرب وديع الصافي عدد من الوسيقيين في بعض الاعمال الغنائية وكان الهدف من هذه المشاركة نهضة الأغنية اللبنانية، كما كان يشارك أيضًا في مهرجانات بعلبك، كما غنى للعديد من الشعراء، خاصة أسعد السبعلي ومارون كرم، وتعاون مع العديد من الملحنين، أشهرهم الأخوان رحباني، وزكي ناصيف، وفيلمون وهبي، وعفيف رضوان، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش.

ثم جاء عام 1990 العام الذي تعرض فيه المطرب وديع الصافي الى وعكة صحية أجبرته على الخضوع الى عملية جراحية لقلب مفتوح الامر الذي اعاقه عن مواصلة الغناء، ولكنه لم يستسلم واستمر في العمل الفني كملحن وكان دائما يشجع المواهب الغنائية الجديدة ويزرع بداخلها الامل والتفاؤل والابداع. شارك بعدها المطرب وديع الصافي في بعض الافلام التلفزيونية كان من ابرزها "الخمسة جنيه" و"غزل البنات" و"نار الشوق" مع الفنانة الراحلة صباح وابنتها هويدا الذي غنى لها أغنيته الشهيرة "على رمش عيونها".

ومع استمرار مشواره الفني الناجح، قام الرئيس اللبناني اميل لحود بتكريم المطرب وديع الصافي، حيث منحه وسام الأرز برتبة فارس وخمسة أوسمة أخرى نالها أيام كميل شيمعون، وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية وإلياس الهراوي، كما منحته جامعة الروح القدس في الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى عام 1991. ورحل المطرب وديع الصافي عن عالمنا في 11 أكتوبر العام الماضي عن عمر يناهز الـ92 عامًا بعد إصابته بوعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات في بيروت، ولكن ما لبث أن فارق الحياة، ليخسر العالم العربي واحدًا من أهم المغنيين والملحين على مر تاريخه.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.