نعرف جميعنا أن تربية الأطفال للحيوانات الأليفة تساعدهم كثيرا في تطور نموهم العقلي والجسدي، كما أنها تعلمهم الكثير من المهارات الجديدة وتجعلهم أكثر جرأة وشجاعة في التعامل مع مختلف الحيوانات أكثر من الأطفال الآخرين.
كما تشير الأبحاث إلي أن تربية القطط والكلاب الأليفة مع الأطفال بالمنزل تجعلهم أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض التنفسية مثل الربو، كما تساعدهم في تحسين حالتهم النفسية، وذلك لانشغالهم بتربية تلك الحيوانات واللهو معهم في أكثر الأوقات ومساعدتهم في تقوية شخصيتهم. ولكن تلك الفوائد لا تمنع من تربية الأطفال للحيوانات الأليفة وخاصة القطط، حيث أكدت الدراسات وجود احتمالية كبيرة للإصابة ب 42 نوعا مختلفا من الأمراض بسبب براز القطط، حيث أنه يحتوي علي العديد من الطفيليات والفيروسات.
وتنتشر تلك الفيروسات في أنحاء المنزل وتبقى لفترة طويلة، وتساعد الحشرات المختلفة كالذباب والبعوض علي نقلها إلى الأطعمة المكشوفة وإصابة أفراد العائلة وخاصة الأطفال، وذلك لضعف مناعتهم. ويحتوي براز تلك الحيوانات أيضا على نوع من البويضات والتي يمكن أن تصيب الإنسان بالعدوى عن طريق الجلد إذا تم السير عليها والأقدام عارية أو عن طريق الأنف من خلال استنشاق الهواء الملوث بتلك البويضات.
ويمكن أيضا أن يصاب الأطفال بتلك الأمراض عن طريق لمس القطط الشاردة في الشوارع أو عن طريق اللعب في أرضية ملوثة ببقايا طعام أو فضلات تلك الحيوانات، وإذا أصيب الأطفال بأي مرض من القطط أو الكلاب فإنهم من الممكن أن ينقلون العدوى إلى باقي أفراد أسرته عند التعامل معهم. فضلا عن أن غسل اليدين بعد ملامسة تلك الحيوانات أو فضلاتهم لا يقضي على الجراثيم التي تحتويها، لأنها تخترق الجسم عبر الجلد وتبقى تحت الأظافر أيضا، كما أن المرض لا يظهر سريعا ولكنه يمكن أن يظهر بعد عدة شهور أو سنوات ويعمل على ضعف جهاز المناعة.
والتعامل المستمر مع القطط والحيوانات الأليفة يمكن أن يعرض الأطفال إلى العديد من الأمراض، مثل أوجاع البطن وانسداد الأمعاء وفقر الدم والتهاب المفاصل والإمساك المزمن، كما تسبب مشاكل واضطرابات في النوم وخلل في الغدد الهرمونية. ويمكن للوالدين حماية أولادهم من الإصابة بأمراض من الحيوانات الأليفة عن طريق غسل اليدين جيدا وخاصة تحت الأظافر وتنظيف مكان القطط وارتداء قفازات أثناء عملية التنظيف وغسل الفاكهة والخضروات بالماء والخل جيدا.
كما يجب إطعام الحيوانات الطعام المخصص لهم وعدم إعطائهم اللحوم والدجاج النييء ومنعهم من التجول خارج المنزل لعدم نقل العدوى من الحيوانات الخارجية، كما يجب أيضا تخصيص مكان معين للعب الأطفال بعيدا عن مكان تواجد تلك الحيوانات في المنزل لحمايتهم من أي إصابة بالعدوى.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.