كل رجل يستمر في البحث عن زوجة صالحة له ترعى مصالحه وتدير شئونه وتبني له أسرة مستقرة يطغى عليها أحساس الحب والأمان بعيدا عن الأجواء المتوترة، ويشعر خلالها كأنه قد وجد نصفه الأخر لتزيين حياته وتجملها. ومن المتعارف عليه في مجتماعتنا الشرقية والعربية البحث عن زوجة من داخل العائلة، وإن كان هذا الأمر في حد ذاته غير سليم، حيث أن زواج الأقارب قد يثير عديد من المشاكل ليس فقط بين الزوجين على الإطلاق إلا أنه قد يتحول إلى صراع عائلي يفسد كل ملامح الود.
إن رحلة البحث عن زوجة لا تتطلب اختيار شريكة من نفس العائلة، ومن المعروف أن علماء الوراثة قد أكدوا أن زواج الأقارب لا يكون في مصلحة الأطفال على الإطلاق، فقد تزيد الصفات والأمراض السلبية في حالة تزوج فردين من نفس العائلة. حيث أن النظر والأمراض والسكر والدوالي والسمنة وعديد من الأمراض التي قد يتوارثها الأبناء ناتجة عن زواج الأقارب، لذا على الرجل عند البحث عن زوجة النظر إلى ما هو خارج دائرة الأقارب.
وقد يؤدي اختيار الرجل خلال البحث عن زوجة لإحدى أقاربه من ازدياد المهاترات، حيث أن حياة الشخصين تكون منفتحة على ذويهم بحكم صلة القرابة مما يؤدي إلى ازدياد المشاكل بين الزوجين وإشعال فتيل الأزمات، بسبب أن حياتهم أصبحت مجالا لتداول تفاصيلها والقال والقيل، فالإنسان بطبيعته قد يعشق النميمة. وانتشار المقارنات بين عائلات الزوجين والحساسيات قد يسبب العديد من المشاكل ويؤثر على صلة القرابة وتصبح الأمور أكثر تعقيدا، مما سيؤدي إلى إفساد حياة الزوجين وكل لحظة بها.
عند البحث عن زوجة يجب تجنب أن تكون هذه الزوجة من العائلة، فقد يسبب ذلك ازدياد شراسة الحموات واللاتي بطبعهن يسببن العديد من المشكلات، إلا أنه عند اختيار زوجة من العائلة فإن الحماة تكون أكثر قدرة على افتعال المشاكل، فغالبا ما تشعر أن ابنة فلان قد اخذته منها.
المشاكل الزوجية لا تنتهي في المعتاد، ولكنها قد تزداد عند اختيار أحد أفراد العائلة لتكون زوجة للمستقبل، وأما للأبناء فلا خلاف أن المشاكل الزوجية هي أمر ضروري، فلا حياة بدون مشاكل، إلا أنه يمكن للطرفين أن يحاولا تجنب هذه المشاكل، وعلى الفرد اختيار الشريك المناسب، ليس فقط الرجل إنما المرأة أيضا عليها أن تختار من تشعر بأنها قد تلاقا فكرياً ومناسبين لبعضيهما مادياً ويجمعهماً قبول للشكل والأراء والأفكار، فيمكنهما تجنب نسب المشاكل وتقليلها وإمكانية معالجتها بشكل أكثر هدوء وحكمة، فالزواج شركة يجب أن يحسن الطرفين اختيار شركاء.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.