تعود تصريحات خالد أبوالنجا ضد السيسي، للقاء مصور له، أعرب فيه عن رفضه للسياسة التي يتبعها الرئيس في إدارة البلاد وفي التصدي للإرهاب، منوهًا إلى أن سياسة الترهيب من الوضع الأمني الحالي الغير مستقر للبلاد، هي التي أدت لإلغاء مهرجان القاهرة السنيمائي من قبل، مؤكدًا على أن هذا التفكير الأمني العسكري سيأخذ الدولة لمسارات مجهولة، بل يعتبر تعديًا على حقوق المواطنين.
وأضاف "أبوالنجا" في الفيديو المتداول بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي: "لو لم تستطع تحقيق الأمن للبلاد سوى بالتعدي على حقوق المواطنين، إذًا أنت لا تقدر على إدارة الدولة، فنحن قمنا بالثورة من أجل إلغاء هذا الفكر".
كما استطرد "أبوالنجا": "ما يحدث الآن ما هو إلا ترهيب لنا، ولا يدل على شيء إلا على تقصير الرئيس في أداء مهمته"، لافتًا إلى أنه ليس من الطبيعي أن يُتهم بالخيانة لمجرد اعتراضه على بقاء الرئيس السيسي في منصبه، مختتمًا حديثه بالجملة التي انتشرت بمختلف الصحف والمواقع الإخبارية: "قريبًا.. سنقول للسيسي ارحل".
كان من الطبيعي ألا تأتي تصريحات خالد أبوالنجا ضد السيسي على هوى الكثيرين، وتعرضه لكثير من الإنتقادات، بل لهجوم حاد وقوي من قِبَل مؤيدي الرئيس السيسي، ومجموعة من الإعلاميين والسياسيين، حيث وصل الأمر لتقديم المحامي بالنقض، سمير صبري، بلاغًا ضده للنائب العام، يتهمه فيه بمحاولة قلب نظام الحُكم، والخيانة العظمى للبلاد.
على رأس هذه الإنتقادات، الرسالة التي وجهها إمام مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، لـ "أبوالنجا"، بعد تصريحات خالد أبوالنجا ضد السيسي، وذلك في مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسئوليتي"، والذي يُعرَض على قناة صدى البلد مع الإعلامي أحمد موسى، قائلًا: "اللي مش عاجبه الرئيس اللي الشعب المصري اختاره بأغلبية، يدل على عدم رضاه على اختيار المصريين، وعليه أن يرحل إلى بلاد الله الواسعة".
ليرد "أبوالنجا" مرة أخرى بعد ذلك الهجوم، بتغريدة على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، قال فيها: "المادة 65 من الدستور المصري تنص على أن حرية الفكر والرأي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول أو بالكتابة أو بالتصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر".
وفي سياقٍ موازٍ، أكد "أبوالنجا" على أنه سوف يُلاحق ويُقاضي كل من تطاول عليه، وهاجمه هجوما تعدى فيه حدود الأدب.
ورغم ما تعرض له "أبوالنجا" من انتقادات، إلا أن هناك فئات أخرى تضامنت معه، سواء ممن وافقوه الرأي فيما قاله، أو ممن يرون أن تصريحاته ما هي إلا تعبير عن رأيه، وأن حرية الرأي مكفولة للجميع، وبالتالي لا تُمثل خيانة عظمى للبلاد كما أُشيع.
فأعلن الإعلامي يوسف الحسيني، من خلال برنامجه "السادة المحترمون"، على قناة "أون تي في" تضامنه مع "أبوالنجا"، مُدافعًا عنه بقوله: "أبو النجا فنان ممتاز ومهم، لم يخطئ فيما قاله ولم يستخدم أى لفظ بذيء، وما قاله حرية تعبير".
كما أعلنت الفنانة هند صبري، بعد تصريحات خالد أبوالنجا ضد السيسي، عن تضامنها معه، موضحة أنها تتضامن معه في فكرة أن من حقه التعبير عن رأيه طالما لم يخرج عن الحدود، وليس فيما قاله حرفيًا، مشددة على أنه هناك فرق بين الأمرين.
كان ذلك في الوقت الذي أعلن فيه نخبة من الفنانين تضامنهم مع "أبوالنجا"، وذلك من خلال بيان أصدروه دفاعًا عن الفنان الشاب، ووقعوا عليه، حُرر في نصه: "يُعلن الموقعون تضامنهم الكامل مع حق الفنان المصري خالد أبوالنجا في التعبير عن رأيه بدون إرهاب من أشخاص ينصبون أنفسهم حراسًا على الوطنية المصرية ويسمحون لأنفسهم بوصم المختلفين معهم في الرأي بالخيانة العظمى، والأكثر يحركون ضدهم الدعاوى القضائية".
على صعيد متصل، أعلن عدد من نشطاء موقع التواصل الإجتماعي تويتر، تضامنهم مع "أبوالنجا"، من خلال هاشتاج أسموه "# ندعم_نجا"، وذلك بعد تصريحات خالد أبوالنجا ضد السيسي.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.