فلسطيني

رحلة الطفلة ايناس تنتهي تحت عجلات مستوطن متطرف

والدة الشهيدة إيناس أكدت أنها كانت تنتظر ابنتها كما في كل يوم على الطرف الآخر للطريق حين رأت سيارة المستوطن مسرعة وهي تصدم ابنتها بشكل متعمد

والدة الشهيدة إيناس أكدت أنها كانت تنتظر ابنتها كما في كل يوم على الطرف الآخر للطريق حين رأت سيارة المستوطن مسرعة وهي تصدم ابنتها بشكل متعمد


إلى غير رجعة انتهت رحلة إيناس دار خليل، فهذه الطريق القصيرة التي تسير بها يومياً في الذهاب والإياب إلى روضتها، الواقعة في بلدة سنجل شمال رام الله، أوصلتها إلى قدرها، تحت عجلات سيارة مستوطن أصر على قتل الطفلة البريئة، وإصابة زميلتها تولين عصفور بجراح بالغة، ليسقط خبر استشهاد الطفلة الصغيرة كالصاعقة على العائلة، لا سيما والدتها التي شاهدت بأم عينيها لحظة قتل طفلتها.

والدة الشهيدة إيناس أكدت أنها كانت تنتظر ابنتها كما في كل يوم على الطرف الآخر للطريق، حين رأت سيارة المستوطن مسرعة وهي تصدم ابنتها بشكل متعمد قبل أن تلوذ بالفرار مسرعة. وعبثاً حاولت الأم المكلومة أن تمنع المشيعين من نقل ابنتها التي رأتها لآخر مرة في حياتها ودموعها تحرقان وجنتيها ألماً على فراق طفلتها، التي لم تكن تنام إلا في حضن وكنف والدتها.

الطفلة إيناس قضت حياتها بحادث سير قام به مستوطن، وقالت الشرطة الإسرائيلية أنه من مستوطنة "يتسهار" صاحبة السجل الحافل من الجرائم ضد الفلسطينيين، التي يقطنها المتطرفون اليهود، بشكل متعمد، ليحرم هذا المستوطن الشهيدة من دخول المدرسة التي لطالما أحبت أن تدخلها.

وشيع آلاف المواطنين، اليوم، جثمان الشهيدة الطفلة إيناس دار خليل (5 أعوام) إلى مثواها الأخير في مقبرة بلدة سنجل شمالي رام الله. وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي نحو منزل الشهيدة، لإلقاء نظرة الوداع على روحها الطاهرة، ومن ثم أدى الالاف صلاة الجنازة عليها قبل أن توارى الثرى في المقبر.

ففي طريق عودة ايناس دار خليل وتولين عصفور إلى البيت توقفت حافلة المدرسة لإيصالهن لمسافة قريبة من البيت، ولكنهن كن مضطرات ليقطعن شارعاً استيطانياً، لوقوع المنزل على الطرف الآخر من البلدة، الذي يقطعه شارع رئيسي، فانتظرن خلو الشارع، فيما الأمهات ينتظرن على الجهة الأخرى، لتحول سيارة مستوطن طريقهن إلى العناية المكثفة، بعد أن تعمد تغيير مساره نحوهن لتنفيذ جريمة قتل بشعة. وبعد الحادث الأليم، فر المستوطن مسرعاً من المكان، بعد أن ترك ضحيتين طفلتين خلفه، فلم يتوقف على الأقل ليقدم لهن العلاج، أو ليساعدهن في الوصول إلى مركز طبي قريب.

ساعتان فصلتا بين ايناس الجريحة التي نقلتها سيارة الإسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي، وبين الاعلان عن استشهادها متأثرة بتهشم وكسور ونزيف في جسدها الغض، فيما صديقتها تولين عصفور لا تزال تكابد الألم في مستشفى هداسا عين كارم. ورغم أن الشرطة الإسرائيلية قالت أن ما جرى لا يتعدى كونه حادث سير عادي، إلا أن شهود العيان الذين تواجدوا في المكان، أكدوا أنه حادث قتل مدبر وبدم بارد.

من ناحيته، قال رئيس بلدية سنجل أيوب سويد إن "ما تم هو قتل متعمد وبدم بارد للطفلة إيناس"، وأضاف أن "سنجل تتعرض بشكل مستمر لمضايقات واعتداءات المستوطنين، ومهاجمة المزارعين، وازدياد حرق سيارات أهالي البلدة، وكتابة عبارات محرضة على قتل العرب على جدران منازل البلدة". وأكد سويد أن "سنجل محاطة بخمس مستوطنات وبمعسكر للقوات الإسرائيلية، فباتت محاصرة من كل الجهات، فضلاً عن إغلاق المدخل الرئيسي للبلدة، واستبداله بمدخل آخر، وهي تتعرض يومياً لاعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه".



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.