محليات

أين اختفى محمد؟ إسرائيل تخفي الاسم الأكثر شيوعا في البلاد

لماذا أزالت سلطة السكان والهجرة اسم "محمد" من قائمة الأسماء الأكثر انتشارا في البلاد؟!

على الرغم من إن الإحصائيات أثبتت أن الاسم الأكثر شيوعا هو اسم "محمد"، إلا أن سلطة السكان أزالته من القائمة ووضعت مكانه في المرتبة الأولى الاسم "يوسف - יוסף" الذي كان من المفترض ان يحتل المرتبة الثانية. الناطقة بلسان السلطة: "ليس هناك أي مؤامرة".

في ضوء بداية السنة الدراسية الجديدة 2014/2015، نشرت سلطة السكان والهجرة معطيات حول الأسماء الأكثر انتشارا التي سُمي بها مواليد العام 2013/2014. شملت القائمة أكثر 10 أسماء شائعة للأطفال وأكثر 10 أسماء شائعة للفتيات تحت عنوان "الأسماء الشائعة لمواليد السنة الجارية". إلا ان السلطة أزالت اسمان عربيان من القائمة.

لم يشمل منشور السلطة ملاحظة تفيد ان قائمة الأسماء تتعلق فقط بالمجتمع اليهودي، وفق القائمة فإن الاسم الأكثر شيوعا بين الأطفال هو "يوسف-יוסף" ثم يليه دانييل، اوري، ايتاي، عومر، ادم، نوعم، اريئيل، ايتن، دافيد. بالرغم من ذلك، وفق صحيفة "هآرتس-הארץ"، إذا ما تم شمل جميع شرائح المجتمع في الدولة، الاسم الأكثر انتشارا لمواليد العام 2013/2014 هو اسم محمد، إلا ان الاسم أزيل من القائمة التي نشرتها سلطة السكان والهجرة.

تجدر الإشارة إلى إن القائمة لم تشمل فقط المجتمع اليهودي، حيث تم إحصاء المواليد العرب الذين سموا يوسف أو آدم على سبيل المثال (الأسماء يوسف وآدم هي أسماء لمواليد عرب ويهود في ذات الوقت)، ولكن أزيلت الأسماء العربية البحتة مثل اسم "محمد" الذي كان من المفترض إن يحتل المرتبة الأولى، والاسم "احمد" الذي كان من المفترض ان يحتل المرتبة التاسعة في قائمة الأسماء الأكثر انتشارا.

حسبما نُشر في القائمة التي أصدرتها سلطة السكان والهجرة، فان أكثر الأسماء انتشارا في صفوف مواليد العام 2013/2014 من الفتيات هي: تمار، نوعا، شيرا، ادل، تاليا، يعيل، ليان، مريم، مايا، ابيجيل. الاسم "تمار" في آخر إحصائية هو الاسم الأكثر شيوعا بعد 14 عام من احتلال الاسم "نوعا" للصدارة. الأسماء ليان، مريم ومايا شملت اسماء المولودات العربيات واليهوديات على حد سواء. تدعي سلطة السكان والهجرة انه لم يتم إزالة أي اسم عربي لفتاة.

في السنة الماضية، أصدرت السلطة منشورا مشابها يتعلق بالأسماء الأكثر شيوعا، واتضح انه أزيل كذلك الاسم "محمد"، على الرغم من عدم ورود ملاحظة بشأن شمول المنشور لفئة معينة فقط من سكان دولة إسرائيل. ولم تنشر قائمة أخرى منفصلة تتعلق بالمجتمع العربي. إلا إن دائرة الإحصاء المركزية تنشر سنويا 3 قوائم منفصلة للأسماء الأكثر شيوعا للمواليد اليهود، المسلمين، المسيحيين.

من جهتها، قالت ناطقة باسم سلطة السكان والهجرة، سابين حداد סבין חדד: "المعطيات التي نشرت هي المعطيات التي طلبها الجمهور خلال السنوات الماضية من قبل كل شخص توجه للسلطة، ومن هذا المنطلق نُشرت قائمة بالأسماء العبرية فقط. وبخلاف ما زعمته صحيفة "هآرتس"، لا يوجد أي مؤامرة تم عقدها لإزالة الأسماء العربية. وكدليل على ذلك، عندما توجه لنا مراسل صحيفة "هآرتس" بطلب القائمة الكاملة، أعطيت له القائمة خلال دقائق معدودة"

قال امنون باري אמנון בארי، مدير عام شريك في جمعية صندوق إبراهيم، في اعقاب المنشور: " حقيقة كون الاسم الأكثر شيوعا في دولة اسرائيل هو اسم عربي إسلامي، يثير الاستياء على ما يبدو في صفوف بعض المسئولين في سلطة السكان، الذين يستصعبون تذويت الحقيقة ان دولة اسرائيل لا يتواجد فيها امة واحدة لاغير".

اما رون جارلتس רון גרליץ، مدير عام شريك في جمعية "سيكوي-סיכוי"، قال في تعقيب على ما نشرته سلطة السكان:" ازالة الأسماء العربية من القائمة هو جزء من ظاهرة متشعبة تهدف إلى إقصاء كل ما يتعلق بلغة، ثقافة، رموز، أسماء وروايات الشعب العربي الذي يعيش في دولة إسرائيل. النتيجة التي يخلفها هذا الإقصاء، هو فضاء عام حكر على مجموعة واحدة من السكان –الشعب اليهودي- ويخرِج اللغة والثقافة الواسعة لمواطني المجموعة الأخرى – المجتمع العربي- ، خارج الصورة وخارج هذا الفضاء.

من الجدير بالذكر ان الأمر لا يخلو من محاولات السياسيين اليمينيين المتطرفين، بما فيهم سياسيون ضمن الحكومة، إقصاء وأبعاد المجتمع العربي خارج الفضاء المدني. وهنا تكمن وظيفة الأجسام المختلفة كسلطة السكان، ان حرص على ألا تخطو خطى هذه المحاولات التهميشية.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.