تعقيبا على انتقادات الكاتبة "طالي حيروتي سوفر" ضد القيادة العربية التي تفضّل على حد تعبيرها التعامل في القضايا القومية وحق العودة والنزاع مع الفلسطينيين على حساب معالجة مشاكل الوسط العربي (هارتس 10/09).

 

تعقيبا على انتقادات الكاتبة "طالي حيروتي سوفر" ضد القيادة العربية التي تفضّل على حد تعبيرها التعامل في القضايا القومية وحق العودة والنزاع مع الفلسطينيين على حساب معالجة مشاكل الوسط العربي (هارتس 10/09).

 

وبحسب ادعائها، القادة يعارضون تجنيد الشباب للخدمة الوطنية وتعّلم اللغة العبرية، وإنهم لا يثمّنون ما تقدمه الدولة من مميزات في السنوات الأخيرة.

 

مي يغضب في هذا المقال أولا هو نغمة "السيادة الفوقية" التي تتبناها الكاتبة تجاه السياسيين العرب. فبالنسبة لها، فان وظيفتهم تقاس اولا بقدرتهم لتأمين خدمات الصرف الصحي لناخبيهم، وماذا عن الحلبة السياسية الأمنية؟

 

هذه الساحة كما يبدو احتكار للأغلبية اليهودية، وهكذا يتضح أن للوزير افيغدور ليبرمان أو وزير الاقتصاد نفتالي بينت، فمسموح التعامل معظم الوقت بقضايا أمنية وسياسية، أما الساسة العرب عليهم أن يرتكزوا بقضايا اجتماعية وأن يتركوا قضايا السياسة والأمن.

 

النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني لن ينتهي قريباً، للأسف، وطالما هو في مقدمة الأجندة اليومية للمجتمع الإسرائيلي فلا يوجد أي سبب للساسة العرب لأن يكونوا جزءاً من الجدل العام حوله.

 

هذا لا يعني أنه يجب ان لا ينشغلوا بمواضيع اقتصادية- اجتماعية، فهي ما يوحّد كافة مواطني إسرائيل، وهي ما سهم بشكل خاص الجمهور العربي.

 

إحدى القضايا الهامة والمركزية في الحياة العامة للمواطنين العرب هي دمجهم بشكل متساوي في سوق العمل خصوصا القطاع العام وهو مغلق أمامهم. هم ومنتخبوهم يناضلون من اجل هذا الأمر، ليس لأسباب مدنية فحسب، وإنما من أجل العيش بكرامة، وهذا مجهود كبير قد يستمر سنوات طوية، وطالما نحن بعيدون عن تحقيق ذلك، والحقوق الإنسانية بعيدة المنال، فإنه لا يمكن مطالبتهم بأداء واجباتهم من خلال الخدمة العسكرية أو المدنية.

 

المساواة في الواجبات، هكذا شعر الدروز على جلدهم، لا تجلب المساواة في الحقوق، ومقابل ذلك، المساواة في الحقوق قد تفتح الباب لترجمة وتطبيق المساواة في الواجبات.

 

الادعاء الكاذب والمغضب في مقال طالي سوفر قو رفضها لطلب المواطنين العرب التعلم في مدارسهم بلغتهم الأم، عن هذا يمكن القول أنه في دولةٍ أرضك ودولتك سلبت منك، وأصبحت فيها أقلية، فان الأمر الوحيد الذي تبقى لك من هويتك هو المحافظة على لغتك.

 

وللإنصاف، فان دولة إسرائيل اعترفت باللغة العربية كلغة رسمية، لذلك فان ما يزعج ويغضب، انه في العام 2014 هنالك من ينوي سلب هذا الحق الذي يكرّس هويتهم ويحافظ عليها منهم، هذا ما يغضب !!!.

 

والأغرب هو الادعاء ان عناد وإصرار العرب التعلم بلغتهم العربية تمنع منهم تعلم اللغة العبرية مما يؤدي لصعوبة في اندماجهم، كما تدعي الكاتبة.

 

الحقيقة البسيطة والواضحة هي أن العرب مع أنهم يدرسون ويتعلمون بلغتهم إلا أنهم سيتحدثون العبرية بطلاقة تضاهي لغة أي يهودي عادي وأكثر من ذلك ربما.

 

حتى عندنا في إذاعة الشمس، التي تتحدث باللغة العربية، قررنا بداع كوننا نعيش في بيئة يهودية، أن ندمج في برامجها مضامين باللغة العبرية، لأننا نؤمن أن الوسط العربي يتقن العبرية على أصولها.

 

كانت الكاتبة طالي سوفر ان تفعل حسنا لو وجّهت ادعاءاتها وانتقاداتها بدلا من الجمهور العربي وقادته إلى الدولة والأغلبية اليهودية .

 

لقد أثبتت الحرب الأخيرة أن وجودنا هنا هو هشّ ومرتبط بالعلاقة الإسرائيلية الفلسطينية في الضفة أو قطاع غزة. فعندما تشحن هاتان الجبهتان، يتحول الجدل والحوار مع العرب ساخنا وعنيفا ويتحولون إلى موقف الدفاع. والحقيقة  انه مع سماع دوي المدافع في غزة فان التحريض يبدأ ضد العرب يحول من  انتقادات وادعاءات الكاتبة لبعيدة عن الواقع.

 

إضافة إلى ذلك، حتى في الأيام العادية ترفض الدولة الاعتراف بهوية ورواية المواطنين العرب، وتوجّه لهم رسالة كأنهم حمولة زائدة.

 

هكذا يحوّلون الصراع العربي الفلسطيني ومسألة دمج العرب الاسرائيلين في المجتمع كوحدة واحدة لا يمكن الفصل بينهما.

 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.