أشعل هتلر فتيل الحرب العالمية الثانية بأكذوبة مفادها أن بولندا اعتدت على ألمانيا. وقبلها بحثت فرنسا عن مبرر لاستعمار الجزائر والولايات المتحدة لشن حرب على العراق. أمثلة تؤكد أن من يريد خوض حرب عليه البحث عن ذرائع.

أشعل هتلر فتيل الحرب العالمية الثانية بأكذوبة مفادها أن بولندا اعتدت على ألمانيا. وقبلها بحثت فرنسا عن مبرر لاستعمار الجزائر والولايات المتحدة لشن حرب على العراق. أمثلة تؤكد أن من يريد خوض حرب عليه البحث عن ذرائع.

 



في ليل الواحد والثلاثين من أغسطس/ آب من عام 1939، اقتحمت مجموعة من المسلحين مقر إذاعة مدينة غلايفيتس الألمانية الواقعة على الحدود البولندية، وقامت بتقييد أيادي الموظفين وقراءة رسالة مفبكرة منسوبة لثوار بولنديين محتملين. بعدها انسحب هؤلاء تاركين ورائهم جثة مواطن ألماني عاش لفترة طويلة في بولندا.

 

كان الهدف من وراء هذه العملية الإيحاء بأن الإذاعة تعرضت بالفعل لهجوم مسلح من قبل بولنديين. وفي الواقع كان هؤلاء عناصر من وحدة الصاعقة التابعة للجيش النازي، وقد نفذوا العملية بأمر من أدولف هتلر الذي كان يبحث عن مبرر لإعلان الحرب على البلد الجار وبدء الحرب العالمية الثانية التي استمرت لست سنوات وحصدت حياة الملايين وتشريدهم وتسببت في تدمير أوروبا. في الليلة ذاتها، تداولت وسائل الإعلام في ألمانيا النازية الخبر، بينما كان هتلر قد كشف عن خطته قبل أسبوع قائلا: "إشعال الأزمة ستعقبها بروبوغندا مناسبة. المصداقية فيها ليست مهمة، والحق هو الذي سينتصر".

 

 

استعمار الجزائر

 

وجود مبرر مهما كان هشا، أمر ضروري لشرعنة الاجتياح، فأي اعتداء لا يسبقه مبرر أمر مرفوض على الصعيد الدولي حتى في يومنا الحاضر. إرهابيو تنظيم "الدولة الإسلامية" يبررون بدورهم عمليات قتلهم للأبرياء بمبررات واهية تعتمد على تفسير سطحي وتعسفي للقرآن. وعرف التاريخ الكثير من الحروب التي استندت إلى مبررات واهية على غرار الاستعمار الفرنسي للجزائر. فخلال الثورة الفرنسية كانت فرنسا تستورد القمح من الجزائر وتتقاعس عن الدفع والديون تتراكم. وفي عام 1827، جرى نقاش حاد بين الداي (الأمير) الجزائري حسين والقنصل الفرنسي بيير دوفال. وخلال هذا النقاش لطم الداي حسين القنصل الفرنسي بمروحته على خده، في حادثة اعتبرها الملك الفرنسي شارل العاشر مبررا كافيا لاجتياح الجزائر واستعمارها لـ130 عاما.

 

 

صورة لانسحاب القوات السوفييتية من افغانستان عام 1989 بعد حرب دامية دامت لأكثر من 10 سنوات في هذا البلد


 

وإلى تاريخنا المعاصر لازالت الحجج المفبركة والمبررات الواهية تلعبا دورا مهما في خوض حروب دامية طويلة، تماما كما فعل الاتحاد السوفييتي سابقا حين قام عام 1979 باجتياح أفغانستان مبررا ذلك بالاستجابة لصرخة استغاثة من الحزب الاشتراكي فيها.

 

حرب الولايات المتحدة في العراق كانت مبنية على مبرر كاذب



 

الولايات المتحدة بدورها بررت حربها عام 2003 ضد الدكتاتور العراقي صدام حسين بأكاذيب. وبعد اتهامها لصدام حسين بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ثبت أنها اتهامات لا أساس لها من الصحة رغم أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول أكد في فبراير/ شباط عام 2003 ، أمام مجلس الأمن الدولي امتلاك العراق لمثل هذه الأسلحة.

 

وعقب اجتياح العراق، اعترف وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رمسفيلد للصحفي الأمريكي بوب وودورد أنه شك في صحة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، لكنه أكد في الوقت نفسه بأنه و"بمرور الوقت أصبحت مقتنعا بصحة المعلومات حول العراق. أعتقد أن الجميع مثلي شكوا في البداية ثم اقتنعوا بعد ذلك بصحة هذه الرواية".

 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.