عالمي

ذي غارديان: زيارة نتنياهو الى واشنطن امتحان لمدى هشاشة العلاقات مع الولايات المتحدة

اوردت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم نقاط الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة، ومنها عدم الانسجام في الشأن الايراني ومسيرة السلام مع الفلسطينيين

 ذي غارديان: زيارة نتنياهو الى واشنطن امتحان لمدى هشاشة العلاقات مع الولايات المتحدة

 

 

 اوردت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم نقاط الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة، ومنها عدم الانسجام في الشأن الايراني ومسيرة السلام مع الفلسطينيين، اضافة الى رفض الكونغرس الضغوط المؤيدة لاسرائيل في ما يتعلق بالتوصل الى صفقة بشأن البرنامج النووي الايراني. وتناولت ذلك بتفصيل اوسع في التقرير الذي نشرته اليوم واعده اثنان من صحافييها هما دان روبرتس من واشنطن وهارييت شيروود من اسرائيل. وفي ما يلي نصه:

 

"عادة ما تكون زيارة رئيس وزراء اسرائيل الى واشنطن سببا لتوجيه منظار السياسة الخارجية الاميركية نحو الشرق الاوسط، غير ان ازمة اوكرانيا هذا الاسبوع ليست وحدها التي تخيم على وصول بنيامين نتنياهو الى البيت الابيض.

 

ذلك ان العلاقات التي تتسم بالصعوبة فعلا مع الرئيس باراك اوباما ستزيد من تعقيد الشعور المتنامي ان التناسق التقليدي في الضغوط السياسية الاميركية الاسرائيلية على الكونغرس اصيبت بالهزال على نطاق واسع نتيجة الخلاف الاخير في ما يتعلق بايران وسوريا.

 

وعندما يلقي نتنياهو كلمته في المؤتمر السياسي السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (أيباك) غدا الثلاثاء، ستنضم اليه مجموعة من سماسرة السلطة في واشنطن - من جون كيري الى جون ماكين – الذين قال احد السفراء الاوروبيين في واشنطن ان حلفاء اخرين للولايات المتحدة يحلمون بمثل هذه المعاملة.

 

غير ان فشل جهود تدعمها "أيباك" لتمرير تشريع يحجب صفقة اوباما النووية مع ايران فتح الباب امام اعادة تقييم مدى القدرة المتهاوية لمجموعات الضغط لتتحكم بحق النقض في السياسة الاميركية عندما يتعلق الامر بامن اسرائيل.

 

وعندما يلقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري كلمته يوم الاثنين، فانه سيضغط على اسرائيل ليس من اجل تبني محادثات السلام التي تديرها الولايات المتحدة مع ايران وسوريا فحسب، وانما مع الفلسطينيين ايضا.

 

افتتح رئيس "أيباك" ميشيل كازن المؤتمر أمس الاحد بتوضيح مدى المصاعب. وقال: "نلتقي في لحظة حرجة بالنسبة الى الولايات المتحدة ولاسرائيل. وستُتخذ قرارات حاسمة تتعلق بايران ومسيرة السلام خلال الايام القليلة المقبلة".

 

ولم يتراجع انصار "أيباك"، من امثال السيناتور السابق جو ليبرمان، عن دعم جودهم في الاونة الاخيرة ليخفف البيت الابيض عن اندفاعه وراء اجراء صفقة مع ايران.

 

وقال ليبرمان للمؤتمر: "ادرك ان بعض الاشخاص سيقولون ان الكونغرس يسيء الى الدبلوماسية عندما يتدخل في هذا الامر، غير انني اعتقد انه اذا لم يتدخل الكونغرس فان الدبلوماسية لن تجد اي فرصة لتحقيق النجاح".

 

وقال آخرون ان الفشل في اقناع الـ70 عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي الذين تدعو اليهم الحاجة للتغلب على اوباما بشأن ايران يعطي فرصة مهمة للخروج من اطار ان هناك صوتا واحدا يتحدث بالنيابة عن مصالح اسرائيل في الولايات المتحدة.

 

وقال جيريمي بن عامي، رئيس حركة جيه ستريت، وهي منظمة منافسة في الضغط تدعي انها تمثل الاميركيين الذين يؤيدون اسرائيل والذين يميلون الى التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين "لديكم الان غالبية من الديمقراطيين في اجتماع الحزبين لا يمكن لعناصر صقور المجتمع اليهودي اخراجهم من الحلبة، وهو تطور يتسم بالاهمية".

 

وقال في لقاء صحافي "هناك عصبة كبيرة من الديمقراطيين تكفي (رئيس الغالبية هاري) ريد في مجلس الشيوخ و(رئيس الاقلية ستيني) هوير في مجلس العموم بحيث لا يمكن اغفالها، وهي تقف لتقول – لا، لن نوافق على هذا لمجرد ان هناك ضغطا خارجيا. انها سياسة خاطئة".

 

ورغم النكسات في الكونغرس، فان من المتوقع ان يواصل نتنياهو قوله ان للبرنامج النووي الايراني اولوية عليا في مجال البحث عندما يلتقي مع اوباما في البيت الابيض اليوم.

 

وقال احد كبار المسؤولين الاسرائيليين ان"ايران تظل على قمة اولوياتنا. ولم نضع غطاء من السرية على الحقائق، ولا نؤيد الاتفاق الموقت، لكننا الان نركز على الصفقة النهائية. نريد ان نرى نزع البنية التحتية النووية العسكرية في ايران.

 

الا ان نتنياهو سيقول انه يجب عدم تخفيف العقوبات الدولية على ايران. وقال المسؤول ان "القوة هي الوسيلة الوحيدة للوصول الى اتفاق جيد، ولذا فانه لا بد من الابقاء على الضغوط".

 

من ناحية اخرى، فان اوباما يعد لبذل جهود شخصية في مسيرة السلام الفلسطينية، وللضغط على نتنياهو للقبول بالاتفاق الاطاري الذي وضعه كيري. وسيلتقي اوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق من هذا الشهر كجزء من اهتمامه المتجدد.

 

وكانت التسريبات التي وصلت الى وسائل الاعلام العربية اخيرا قد اوحت بان اتفاق كيري يمكن ان يضم اقامة عاصمة لدولة فلسطينية في بيت حنينا، احدى ضواحي القدس، بدلا من وسط المدينة، واحتفاظ اسرائيل قرب حدودها بعشر مستوطنات، وبقاء غور الاردن المهم استراتيجيا تحت سيطرة اسرائيل بصورة نهائية، والاصرار على اعتراف الفلسطينيين بدولة اسرائيل باعتبارها دولة يهودية. وهذا لن يكون مقبولا للفلسطينيين.

 

واوحى المسؤول الاسرائيلي باحتمال ان تكون هذه التسريبات قد جاءت من الجانب الفلسطيني، لدعم معارضته لمسيرة السلام. وقال ان "الفلسطينيين يضعون هناك كل هذه الاقتراحات الرهيبة على انها من كيري. وليت ذلك كان صحيحا. لكنها ليست كذلك".

 

واضاف ان نتنياهو ملتزم بالعمل مع كيري للتوصل الى اتفاق "الا انه لا يمكن ان يكون مسارا في اتجاه واحد. وعلى الفلسطينيين ان يدركوا انهم لن يحصلوا على كل شيء يريدونه، كما اننا لن نحصل عليه ايضا".

 

وعلى الحكومات الاوروبية ان تساند مسيرة كيري، حسب قول المسؤول الاسرائيلي "من المهم ان يبعثوا برسائل دقيقة الى الفلسطينيين. غير ان الوقت قد ازف الان. ومن المحتمل ان يقوم بعض الاوروبيين بعرقلة المسيرة".

 

ويتوقع ان يبحث اوباما ونتنياهو قضايا اقليمية اخرى، بما فيها سوريا ومصر، خلال الاجتماع الذي يعقد اليوم الاثنين. الا ان التدخل الروسي في اوكرانيا قد يؤكد، لمرة واحدة على الاقل، ان الشرق الاوسط لا يحتل الافضلية في جدول اعمال هذا الاسبوع.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.