لا جدال بالطبع حول صعوبة الحياة والظروف النفسية الصعبة التي يعيشها الأبناء لو وقع الطلاق بين الوالدين، خاصة إذا كان هؤلاء الأبناء في فترة المراهقة. لكننا في هذا الموضوع لن نتحدث عن تلك الأمور المحزنة، بل سنحاول أن نقلب الأمر رأسا على عقب، وننظر له من الجانب الآخر لبث بعض التفاؤل في نفس كل من يقرأ هذا المقال ويعاني من مشكلة طلاق والديه.
فلو وقع الطلاق – لا قدر الله – بين والديك، ابذلي جهدا متواصلا في محاولة النظر إلى نصف الكوب الممتلئ، واستخراج أي مميزات قد يوفرها لك مثل هذا الوضع، طالما أن حدوثه ليس خطأك بالطبع، كما أنه ليس بيديك تغييره.
فيما يلي، سنحاول أن نوضح لك بعض الإيجابيات التي ربما تشعرين بها بعد طلاق الوالدين:
- حياة بلا توتر ومشاحنات
لابد أن وقوع الطلاق قد سبقه الكثير من المشاجرات والمشاحنات المؤسفة بين الوالدين، والتي حولت حياتك في المنزل بلاشك إلى جحيم متواصل. أما وقد وقع الطلاق بالفعل، وغادر أحد الوالدين المنزل، فستعود حالة من الهدوء النسبي إلى المنزل، وهو ما سيساعدك في الحصول على بعض الهدوء والسلام في حياتك.
- الاعتياد على الاستعداد للرحيل بسرعة
عندما يفرض عليك الواقع الحياة بين والدين منفصلين، سيكون عليك قضاء أيام الأسبوع مع أحدهما في منزله، ويوم أو يومي الإجازة الأسبوعية في منزل الآخر، وهنا ستعتادين مع الوقت على حزم حقائبك وترتيب ملابسك وأغراضك الضرورية بداخلها بسرعة ونظام. فإذا لاحت أمامك الفرصة للسفر فجأة لمعسكر مدرسي أو رحلة مع الأصدقاء خارج المدينة أو ما شابه، وكان الوقت ضيقا، تأكدي أنك ستكونين الأكثر قدرة بين الجميع على حزم أمتعتك الضرورية للرحلة وترتيب أغراضك داخل حقيبتك دون أن تنسي شيئا، لأنك بالفعل قد اعتدت على فعل ذلك أسبوعيا.
- الحصول على مميزات وعطايا مزدوجة
رغم مأساوية وقوع الطلاق في حد ذاته، وتمزق الأبناء بين الأب والأم، لا يمكنك إنكار أن مثل هذا الوضع يجعل كلا من الوالدين يجتهد طوال الوقت لكسب ودك بشتى الطرق، وهنا ستجدين العطايا والمنح المالية السخية تنهال عليك من الجانبين، وفي المناسبات المختلفة، كعيد ميلادك أو الأعياد الأخرى، ستحصلين على هدية من كل طرف على حدة. ربما يكون هذا الكلام ماديا بعض الشيء، لكن تذكري أنك ستحاولين الاستمتاع بمثل هذا التفكير لمجرد محاولة إيجاد شيء إيجابي في وضع اجتماعي صعب تم فرضه عليك فرضا، ولم يكن أبدا من اختيارك.
- التكيف السريع مع التغيير
بعكس زميلاتك الأخريات اللاتي لا يستطعن النوم لو قضين الليلة خارج سريرهن، ولا يقبلن على تناول طعام ليست الأم هي من أعدته، ولا يستطعن التكيف مع أي تغيرات تحدث في حياتهن، ستكونين أنت مختلفة، لأنك قد مررت بالفعل على مدار حياتك بالكثيرمن التغيرات بعد طلاق والديك، ومررت بالكثير من الظروف والتجارب التي جعلتك قادرة على التكيف بسرعة مع تغير الأوضاع من حولك، والعودة سريعا لممارسة أنشطة حياتك بشكل عادي.
- قوة الرابطة مع الإخوة
ربما تكون من أفضل الحسنات التي قد يخلقها وقوع الطلاق بين الوالدين تقرب الإخوة والأخوات من بعضهم البعض، فتزداد العلاقة بينهم قوة وترابطا، لأنهم يشعرون أنهم معا في مركب واحد غادره الأب والأم وتركوهم به بمفردهم، جميعهم يشعر بنفس الألم والمرارة والخذلان، فيتعاونون معا بشكل أكبر وتنمو الصداقة بينهم، ويعتمدون على بعضهم البعض إلى حد كبير، وفي ذلك بعض السلوى بالتأكيد، فاحرصي في مثل هذا الوضع على الاتجاه بقوة نحو إخوتك والاحتماء بهم من كل الظروف الصعبة المحيطة بك.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!